مدينة كرو إحدى المدن الموريتانية ذات المناظر السياحية المتميزة بجبالها الشامخة وواحات نخيلها الجميلة
وهي فوق كل هذا وذاك تعرف بمدينة العلم والعلماء حيث تنتشر فيها المحاظر الأصلية التي ظلت ولاتزال منبع العلم والعلماء، من هذه المحاظر محظرة أهل ديدي التي تأسست منذ ما يزيد على ثلاث وسبعين، ظلت قبلة طلاب العلم من كل أرجاء الأرض "الحرية نت" زارت هذه المحظرة العتيقه والتقت بشيخها الإمام الشيخ سيد عالي ولد مولاي أحمد: وسألته عن تاريخ هذه المحظره وأهم الشيوخ الذين درسوا فيها : يقول الشيخ :سيدي عالي ولد مولاي أحمد:
هذه المحظره تأسست قبل ثلاثة وسبعين سنة على يد الفقيه الصحه ولد ديدي تغمده الله بواسع رحمته وكان معه : فقيه عصره العالم المصطفي ولد ديدي عليه رحمة الله وكذالك حمد ولد ديدي رحمهم الله جميعا:
بعد ذلك تولى الشيخ الفقيه محمد ولد ديدي تدريس المحظرة حتى وفاته رحمه الله.. وعن الأجيال من العلماء والمفكرين الذين خرجتهم هذه المحظره العريقة قال الشيخ سيدي عالي عددا من العلماء والمفكرين منهم الشيخ أحمد ولد احمد، وعبد الله ولد الصديق، والشيخ محمد ولد سيدي ولد الحبيب، والمفكر أبوبكر ولد أحمد وكثيرون كثيرون نهلوا من هذه المحظرة وانتشر علمهم في كثير من الدول الإسلامية
وأصبحوا يتصدرون مجالس العلم والفتوى في هذه الدول، وقد نبه الشيخ سيدي عالي علي أن هذه المحظرة تعتمد أولا على الله ثم القائمين
محمد ولد الصحه
عليها دون أية مساعدات تذكر من جهة أخري، وقد تخرج علي يدي الشيخ سيدي عالي ما يقارب مائتان وتسعين حافظا للقرآن الكريم منذو أن تولي القيام على هذه المحظرة.
كما لتقينا بالأستاذ محمد ولد الصحه ولد ديدي حفيد مؤسس المحظرة الأول وأحد القائمين عليها وعلى تنظيمها
فتحدث لنا عن أهم مميزات هذه المحظرة، يقول الأستاذ محمد ولد الصحه:إن محظرة أهل ديدي تقوم على نظام أنصح المحاظر بالاستفادة منه، حيث يتم التكفل بجميع الطلاب وذلك على حساب القائمين على المحظرة، أسرة أهل ديدي خاصة بحيث تتولي كل أسرة تكاليف بعض الطلاب الذين يتم تعينهم من طرف شيخ المحطرة ، مذكرا الوزارة المعنية بضرورة الالتفات إلي المحاظر التي ذكر أنها صمام أمان للهوية الإسلامية والعربية لدولة.
مهيبا بالخيرين ضرورة الالتفات إلي المحاظر وتقديم المساعدات لها بغية مواصلة تأدية رسالتها النبيلة.
وأضاف: نظرا للضغط المتزايد علي المحظرة وتزايد الطلاب يوما بعد يوم تم توسعة المحظرة بمقر فيه يسمي العريش يضم مسجدا وسكن لطلاب المحظرة إضافة إلى مسجدها الأول وسكن الطلاب.
وهكذا استطاعت محظرة أهل ديدي كغيرها من المحاظر في هذا البلد أن تخرج قامات علمية سامقة ورغم الظروف الصعبة ما تزال هذه المحظرة تواصل عطاءها العلمي ومازال ضياؤها ينير طريق الباحثين عن الحق والهدي.

